رياضيو مصر : حسن نصر الله رفع رؤوسنا

لم تفلح كافة المحاولات أن تثني جموع الرياضيين المصريين عن تنظيم تظاهراتهم ، وصب جام غضبتهم على أمريكا وحليفتها إسرائيل ، ورغم أنهم حملوا حكوماتهم العربية نتيجة ما يحدث في لبنان وفلسطين من مجازر على أيدي الإسرائيليين ، ومعتبرين ما يحدث إنما هو بداية لإطباق الغرب على العالم العربي وانتهاك مقدساته إلا أنهم ظلوا صامدين في خندق واحد مع إخوانهم في الجنوب اللبناني وغزة المحتلة .

وقد طالب الرياضيون في مصر ، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالعمل على إيقاظ الضمير العالمي ليصدر قراره الفوري بإيقاف تلك الحرب غير الشريفة التي تشنها الآلة العسكرية الإسرائيلية في ظل صمت دولي مريب وعجز بالغ لمجلس الأمن، ووصفوا الولايات المتحدة بأنها الراعي الأول لما سموه الإرهاب العالمي.

وطالبت جموع الرياضيين بضرورة مقاطعة إسرائيل وطرد سفيرها من كل البلدان العربية وسحب سفرائنا المعتمدين عندهم بالإضافة لتصعيد سلاح المقاطعة مع الأمريكان والبريطانيين وكل من تخاذل أو ساعد هذه الدول على ذبح الشعبين اللبناني والفلسطيني .

عجز عربي

في البداية يقول مجدي عبد الغني – عضو مجلس اتحاد الكرة ولاعب الأهلي السابق أنه حزين حيال العجز التي تعاني منه الشعوب العربية وعدم قدرتها على اتخاذ أي إجراءات فعالة ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية، وقال إن انتقاد الحكام العرب لم يعد يجدي نفعا.

وأن ما يحدث الآن على الأراضي اللبنانية و الفلسطينية شيئا بشعا حصل من قبل في دير ياسين وفي قانا عام 1996.

وقتل نحو 60 لبنانيا معظمهم من الأطفال فجر الأحد الماضي في قصف إسرائيلي على بلدة قانا جنوب لبنان، وهي البلدة نفسها التي تعرضت قبل 10 لقصف إسرائيلي أدى إلى مقتل 105 أشخاص لجئوا إلى مقر للأمم المتحدة فيها هربا من القصف .

ويضيف عبدالغني أنه يجب علينا مواجهة ما يحدث لنا بصدق بعيدا عن أية مزايدات تستغل المحن التي نمر بها من اجل تحقيق عائد وأنا من هنا أجد انه من يتاجر بقضايانا العربية فإنني اتهمه بالخيانة العظمى ، فنحن نعرف أنفسنا ونعرف الفئات التي تزايد علينا وهم ليسوا منا .

هجمة بربرية

وعبر حمادة إمام – أحد رموز قلعة نادي الزمالك عن حزنه وألمه لما آلت إليه الأمور في لبنان وفلسطين ، ونبه أن ما يحدث لا يمت للحرب ولا للديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا وإنما ما يحدث هو بربرية ومن العصور الوسطى ، وأضاف إنه يرفض هذا الموقف العاجز للأمم المتحدة ولا يستطيع تقبله قي ظل العجز الواضح من كافة المؤسسات الدولية مشيرً إلى أنه يريد التعبير عن رأيه بشكل بعيد عن التظاهرات تجاه ما يجري من مجازر في لبنان.

ومؤكدً على أن هذه هي طبيعة الإسرائيليين ، وأن أمريكا دائما تقف بجوار الباطل لأن هذه الحرب هي "حرب وكالة" وليست حربا من أجل جنود أسرى كما تقول إسرائيل .

أما الكابتن على أبو جريشة – المسئول عن قطاع الناشئين بالنادي الإسماعيلي – فقال أن ما يحدث حاليا على الأرض اللبنانية هو قمة الإرهاب والمطلوب الوقوف أمامه بحزم لأن إرهاب الدولة العبرية لا يمكن السكوت عليه.

وحول أفضل السبل لموقف موحد للرياضيين قال أبو جريشة انه ليس مطلوبا من الرياضي أن يذهب للحرب وإنما هناك وسائل بديلة تبدأ بوقفة دقيقة حداد على أرواح الشهداء مثلما قامت به جميع الأندية المصرية ، ومرورا بما فعله النادي الإسماعيلي في لقاءه الأول بالدوري عندما تبرع بإيراد مباراته مع المصري لصالح دعم المقاومة اللبنانية وهذا ليس بمستغرب عن الإسماعيلي الذي قام خلال حربي 67 ، 73 بالتبرع بإيرادات مبارياته لصالح المجهود الحربي

وأيضا على الأندية المصرية أن تحاول الإعلان عن دعمها للكفاح المشرف من خلال إعلانات ومطبوعات على التي شيرتات من اجل المساهمة البسيطة في دعم المقاومة.

خطة جاهزة التحضير

ويقول فتحي مبروك – مدرب المنتخب المصري الأسبق:" إن ما يحدث عار على الناس أن تتقبله ولن يغفر لنا التاريخ ما ارتكبناه في حق الإنسانية وشعوب العالم ، فهذا الزمن الذي نعيش فيه قد غمرناه فساداً وإفساداً ، قتلنا أولادنا ، وهدمنا بيوتنا ، فلم نجد سوى الذل والمهانة أمام الدول التي لم نكن نلقي لها بالا ، فلا كهرباء ولا طعام، ووسط هذا الألم نجد ردود أفعال عجيبة ، فهل من المعقول أن 3 جنود إسرائيليين أسروا يجعلون الأرض تنقلب نارً من تحت الأقدام ، فإسرائيل تنفذ خطة معدة مسبقاً، وكانت تنتظر فقط الوقت المناسب، ولذلك فنحن نناشد العالم كله أن يقف ضد ما يحدث من أجل أطفال لبنان .

ويضيف المدرب العام لمنتخب المصري السابق أن دعم مصر لا يتوقف عند مجال الدعم المادي وإنما ممكن أن يصل دعما معنويا عن طريق توقف الدوري المصري لمدة عشرة أو عشرين يوما وتقام دورة مشتركة بين الوطن العربي أو على الأقل بين مصر ولبنان يشارك فيها الأهلي والزمالك والإسماعيلي مع أندية النجمة والأنصار يكون ريعها كلها موجهاً إلى لبنان للوقوف في وجه العدو الإسرائيلي بالإضافة لرفع الحالة المعنوية لأشقائنا هناك .

تقصير واضح

ويختلف الكابتن مختار مختار – المدير الفني لفريق بتروجيت – الصاعد حديثا للدوري الممتاز – عن سابقيه بقوله : أننا حقيقة مقصرين من ناحية إخواننا في لبنان وفلسطين الذين انتهكت أعراضهم واستباح اليهود أراضيهم ونحن نقف متفرجين لما يحدث على أراضيهم .

ويضيف أن دورنا الآن أصبح قاصر على المشاهدة فلم يعد لنا دورنا مؤثرا وظل كل واحد منا يعمل بمفرده دون التكاتف لفعل جماعي يمكن أن يكون له تأثيرا كبيرا على الساحة .

وعن أفضل السبل لمساعدة إخواننا في لبنان وفلسطين يقول مختار مختار بداية لا بد من العمل الجماعي الذي يثمر مواقف حقيقية تقوى إخواننا هناك نشد من عزيمتهم .

والدعوة لتجميع اكبر قدر من إخوتنا الرياضيين في كل اللعبات لوقفة احتجاجية ويوم كبير نقول فيه آراؤنا بصراحة ونشد من أزر المجاهدين ويكون ذلك عن طريق مدهم بالمال والأدوية التي تساعدهم على الصمود في وجه العدو الغاصب وإعلاننا عن "أن هذا التجمع هو لأجل لبنان وفلسطين ونرفع أصواتنا ليسمعها الأمريكان وأوربا كلها وان العرب والمسلمين لن يقفوا طويلا أمام هذا الصلف الإسرائيلي .

حماس وحزب الله

أما طه بصري – المدير الفني لفريق المقاولون العرب فقال أن الشعوب كلها تم تحريرها ما عدا الشعب الفلسطيني الذي لا زال يرزح تحت وطأة الاحتلال الصهيوني للدرجة التي أذهلت العدو الذي وجد شعبا صامدا مكافحاً يقف أمام ضرباته الموجعة ويزلزل الأرض من تحت قدميه مثل فلسطين ، ورغم الحصار المفروض على حماس إلا أنهم لا زالوا أقوياء مستعدين لذل كل ما في وسعهم .

و أضاف بصري أن حسن نصر الله إنسان ربما لم أكن أعرفه قبل يوم 12 يوليو الماضي عندما وقف أمام إسرائيل وأمريكا ينازلهم بقوته وعسكريته التي ربما في حساب العسكرية قليلة المعدات إلا أنه أصابهم في مقتل وأستطاع حصد جنودهم بصواريخه ، ولذلك فنحن كرياضيين مطالبون بتقديم العون لهم من خلال استضافة أنديتهم لإقامة معسكرات عندنا وتوفير كافة الوسائل التي تعوض الأخوة اللبنانيين حرماهم من وطنهم مؤقتا حتى يستطيع نصر ورفاقه أن يخرجوا الصهاينة من أخر شبر من لبنان .